وصية أب لابنته في ليلة زفافها
د. عليان الخضري
أخيرًا جاء اليومُ الذي تتمنينه وتتمناه كل عروس؛ إنه يوم اللقاء المشهود
مع فارس الأحلام ، اليوم يوم الأفراح، أتخيل أن الكون كله هذه الأيام
يشاركك الأفراح، وكل الأهل والأحباب يشاطرونك الآمال، وأنتم في سعادة
غامرة لا يستطيع أحدٌ وصفَها، وذلك بسبب فرحتك والسرور الذي دخل على قلبك
وسيغير مجرى حياتك.
يا أعزَّ عليَّ من رُوحي، يا بسمة في شفتي، ونبضة في خافقي، ونسمة في
رئتي، يا قطعة من جسدي، وفلذة من كبدي،يانورالعين،أودعك اليوم وأنا أرى
غياب صوتك وحركاتك وضحكاتك وتعليقاتك وهمهماتك الأنيسة، وخدماتك الكثيرة
النابعة من قلبٍ ملؤه الحب والود والنقاء والصفاء.
و لأنك ستلتقين -لأول مرة وعن قرب - بالحبيب الغالي الذي أقحمك وأقحمنا في
جو من المفاجآت علينا وعليك فجأة، فصار السيدَ الآمرَ المطاع الذي يتحكم
بقلبك ومشاعرك.
و ستلتقين وجهًا لوجه مع زوج يحبك وتحبينه، وغدًا ستكونين الزوجة المثالية، ثم الأم الحنون ثم المربية ذات الفاضلة.
أي بنيتي ....إن أجمل ما في الحياة الدنيا على الإطلاق، شيء الكل يبحث
عنه، والجميع يسعون جاهدين للحصول عليه، والكثير من الناس فقدوا الاتصال
به، وضيعوا طريقه، والقليل الموفق هو الذي حصل عليه، ولكن بعد طول عناء
وتعب إنها السعادة .
الجميع يبحثون عنها، والقليل من وفق إليها، والكثير ضلوا عنها وحاولوا أن
يوهموا أنفسهم بسعادات زائفة؛ مثل الأموال والمناصب والشهرة وغيرها، لكنهم
ما عرفوا السعادة الحقيقية التي لا شقاء بعدها في الدنيا والآخرة.
لذلك إذا أردت الحصول على هذا الكنز الثمين، فاستمعي إلى نصيحة محب مجرب
يدلك على أقصر الطرق، وسيضع خبرة السنين الطوال من الحياة بين يديك.
لا معنى لسعادة في الدنيا دون الآخرة؛ وهذا معناه أنه مهما تمتع الإنسان في الدنيا
لا شيء.. لقد خسر الدنيا والآخرة، وذلك هو الخسران المبين
فاحرص على تحقيق السعادة في الدنيا والسعادة في الآخرة، وهذا لن يتحقق حتى
نتبع منهج الله تعالى في أن نعيش حياة في سبيل الله، ويكون الذي يتحكم
فينا هو أمر الله ورسوله.
إننا إذا اقتنعنا بهذا المبدأ فسنصبح أناسًا مختلفين عن بقية الناس،
متميزين عنهم، سعداء في الدنيا وفي الآخرة، إن شاء الله، وذلك بسبب قول
الله تعالى: {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ
مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ
أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [النحل: 97].
إنها السعادة الحقيقية التي -مع وضوحها وبساطتها- ضيعها الكثيرون مع الأسف الشديد.
لذلك يا غاليتي ....... أسوق إليك بعض النصائح تدلك كيف ستحققين السعادة،
في الحياةٍ المتحكمُ بصغيرها وكبيرها وقليلها وكثيرها وأفراحها وأحزانها
وخيرها وشرها هو الله؛ هو القرآنوالسنة.................
; عليك كامرأة أن تعرفي أن دخولك ما يسمى بعش الزوجية مسئولية
كبيرة فيها حقوق وفيها واجبات، وليست أيام العسل التي سرعان ما تنقضي
عندما يبدأ قطار الحياة بالرحلة التاريخية نحو المستقبل.
; وإن أكبر سر في نجاح الحياة وتحقيق السعادة والترجمة الحقيقية
للحياة في سبيل الله هي طاعة الزوج، نعم، إنه سر خطير ضيعته كثير من
النساء فضاعت السعادة من البيوت، وتحولت إلى جحيم لا يطاق.
ان طاعة المرأ لزوجها فرض عين على كل امرأة ذات زوج ، مثبت ذلك في كتاب الله وسنة نبيه (ص )
وأعلمي يا بنيتي ....حسن تبعل الزوج، وطلبها رضاه، واتباعها موافقته، تعدل عمل الرجال كله.
وعن عبد الله بن أبي أوفى قال: قدم معاذ اليمن، أو قال: الشام، فرأى
النصارى تسجد لبطارقتها وأساقفتها، فروأ في نفسه أن رسول الله -صلى الله
عليه وسلم- أحق أن يعظم، فلما قدم قال: يا رسول الله رأيت النصارى تسجد
لبطارقتها وأساقفتها، فروأت في نفسي أنك أحق أن تعظم، فقال: لو كنت آمرًا
أحدًا أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها، ولا تؤدي المرأة حق الله
عز وجل عليها كله حتى تؤدي حق زوجها عليها كله، حتى لو سألها نفسها وهي
على ظهر قتب لأعطته إياها. (وهذا إسناد صحيح على شرط م
ومن معاني طاعة الزوج تنفيذ أوامره بكل سرور وأدب وحب، وتعمل ذلك قربة إلى
الله تحتسب الأجر عند الله أن يثيبها على ذلك الجنة بناء على الأحاديث
السابقة الذكر ..........
ومن معاني الطاعة ...الصبر عليه حتى وإن كانت أخلاقه غير حسنة؛ لأن الله
جعلها أسيرة بين يديه، فإن أحسن إليها فهو واجبه وهو مأجورة على ذلك، وإن
أساء وقصر، فعليها بالصبر؛ فإن صاحب الأمر الذي أسرها بين يديه هو الله
الذي لا إله إلا هو، وهو الذي يقدر تعبها وجهدها فيجازيها خير الجزاء بشرط
الصبر.
ومن معاني الطاعة ....تربية أبنائه أحسن التربية على الدين وعلى القرآن
وعلى الأخلاق الفاضلة وأن تجنبهم الأخلاقالفاسدة
.................................
ومن معاني الطاعة ................. معاملة أهله بالحسنى وإكرامهم
وطاعتهم، طاعة له وعدم التطاول عليهم بالكلام، كل ذلك من أجل حسن التبعل
الذي جاء في الحديث.
والرجوع إليه في حال الخصام؛ لأنها تريد رضا الله وترك المعاندة؛ فإنها ليست من صفات المؤمنات اللاتي يطمعن في رضا الله والجنة. ذلك:
عدم محاولة إجباره على رأي تخالفه فيه، بل كلما وافقته كان أفضل، إلا إذا
أمرها بمعصية، فلا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، ومع ذلك ترد عليه بأدب
واحترام وعدم رفع الصوت بحجة أنه مخالف وأمرها بمعصية.
أي بنيتي ......فعليك بكمل هذا ؛ فإنها والله سر النجاح، وإن كثيرًا من النساء لم توفق إلى ذلك.
إنها فعلا سر السعادة.
حاولي الاستفادة منها والعمل بالأحاديث الكثيرة الصحيحة، تعيشي في سعادة
أولا في الدنيا بحب زوجك لك، وثانيا برضا الله عنك الذي هو معلق برضا
الزوج.
واعلمي إن الله وزوجك سيحبك حبًّا عظيمًا، وسيضع الزوج كل ماله وما يملك
حتى نفسه بين يديك؛ لأنه تيقن أن معه امرأة طائعة، وهي تشعره بكمال
رجولته، وهذا أفضل وأعظم ما يتمناه الرجال من النساء في هذه الدنيا.
و هذا يسبب السعادة داخل البيت، وتنزل السكينة والرضا فتحل الرحمة بدل
الشجار والغضب والشتائم، ومن هنا يتربى الأولاد في جو هادئ جميل تسوده
المحبةُ والانسجام؛ الرجل سيد البيت، والمرأة تنفذ أوامر الزوج بعد أوامر
الله، وكل البيت طائع لله..
وبالتجربة نظرت إلى أكثر البيوت انسجامًا، وأي الأولاد أفضل تربية
ونجاحًا، فوجدت أن وراء الأمر سرًّا؛ إنه المرأة الصالحة الهادئة، وقديما
قيل: (إن وراء كل عظيم امرأة).
والعكس بالعكس؛ فأكثر البيوت مشاكل، والأولاد فيها عصبيون وغير مؤدبين، ما
كان فيه الجو دائمًا معكرًا، الزوج يريد أن يمضي كلامه والمرأة تريد أن
تمضي رأيها، فيتشاجران أمام الأولاد، فيصبح الأولاد مشتتين، وتنشأ فيهم
العقد النفسية، وتبدأ الانحرافات السلوكية والأخلاقية.
فأسأل الله تعالى الذي رفع السماء بلا عمد والذي أضحك وأبكى وخلق الزوجين
الذكر والأنثى، أن يديم أفراحكم وسعادتكم، وأن يملا حياتكم بهجة وحبورًا،
وفرحة وسرورًا، وأن يرفع رأسي بك، وأن أراك ناجحة في حياتك ومع
زوجك..........
بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما في خير.
الإثنين ديسمبر 04, 2017 11:21 am من طرف حيدارليلاه
» كلــمـــة الأخــــوة
الثلاثاء يناير 13, 2015 6:50 pm من طرف kadi1988
» من أحسن ما قرأ لساني و أستوعبه قلبي
الخميس فبراير 27, 2014 12:00 pm من طرف kadi1988
» برنامج Firefox 3.5.6 الأسرع والافضل واكثر امان
الإثنين أكتوبر 14, 2013 8:16 pm من طرف daho
» كتاب Principes d'anatomie et de physiologie
الأربعاء سبتمبر 25, 2013 7:36 pm من طرف kadi1988
» حقوق الانسان
السبت يونيو 01, 2013 5:53 pm من طرف kadi1988
» حتى لا تتشتت الأسرة
السبت يونيو 01, 2013 5:51 pm من طرف kadi1988
» الكابتشينو
السبت يونيو 01, 2013 5:50 pm من طرف kadi1988
» حياتنا فى عيون حكيم
الجمعة مايو 03, 2013 8:39 pm من طرف kadi1988
» كتاب المناهي اللفظية
الجمعة مايو 03, 2013 8:37 pm من طرف kadi1988
» هل تعلم ان صورة نجمــة اسرائيل بجهازك .......
الجمعة مايو 03, 2013 8:36 pm من طرف kadi1988
» دق الباب بيدك ..
الجمعة مايو 03, 2013 8:33 pm من طرف kadi1988