هدية : لعاشق بالحروف

في التجمـــيل جـملـــناها وزيـــناها ... وبـعــطر ما نكـتب سقــيناها فعـــــطرناها
ننســــخها ونطــــبعها ثم نرســــلها ... فتــــستقبلها وتتــــقبلها عندها تحــفظها
ننســــجها ونعــــصرها ونــــرسمها ... نـكتبها ونشــكلها فتــــخدمنا ولا نخـدمــها
نصاحـــبها باللــــين الـينا نســــحبها ... نرافــقها بحـذر وان لم يـعـــجبنا نغــــيرها
نجـــاريــها ونحـضنـــها ثم نجـــردها ... من ســـرها وســـحرها و كل معـانـــــيها
نـكـــرناها تناســــينها فــتركــــناها ... في جـوهـرها وفي حــقهـا سلـــــــبناها
ظلــمناها ظلــــما حــين كتــــبناها ... جرحــــناها في سكـــــوتها فأنطـقـــــناها
لم تكـن شاكــــية أبدا في مــــبكاها ... ولم نحـــميها ولــم نســتـمع لشـــــــكواها
ســـالت دمــــوعها حــين جريـــنها ... على صــــفحات سطـــرناها وأبـــقيــــناها
في أهـــواء مصالــــحنا ســـيرناها ... لم نـخـــيرها في أمـــرها لكن أجــــبرناها
ما عــساها تــــقول لو سمـــعناها ... وكـــيف لنا ان نجـــــيـبــها عــن نــــجواها
علــها تحـــكي لنا أمورا نـــسيناها ... في نــــفوس عـــرفت جـــودها ومـــعناها
نفــــوس كانت مـــحبة يا مــحلاها ... صــــادقة في مـــــشاعرها ما أبــــــهاها
فالعــــاشق لمعشـــــوقة يهواها ... لا يرى غــــيرها ولا يغـــــنيه شيء سواها
ومـــــحبة مخــــــلصة في هواها ... كانت مضــــحية لــنيل حبـــها و مبــــتغاها
ملــيئة مـــشاعرهـــم ما أغــناها ... وأحاسيــــس نادت عــلى الصــــدق فلباها
فــــعنتر عــرف سرها وفــــحواها ... فـــــزرع ســحره حـــروفا بحـــبه غــــذاها
وعـــبلة حاصـــدة لشـــعر أسرها ... فــكت الـلــغز ورمــوز الحــروف ومـــعـانيها
وأمـرؤ القــيس بـــحـــروف قاسها ... بـــسهم منــه للـــعامـــرية ليلى أصـــابها
وكانـــت صعــــبة لمن أراد صيدها ... الا لعــــشيقها الذي بشـــــعره صـــــارحها
كثيرة هي قصص عنهم سمعناها ... فلا فهمنا مــقاديــرها ولا بالـروح تذوقنـــاها
نتمايل مــع عوطــف لنا ملــكناها ... رقصت بنا الشهـوات من مبدئها الى منـتهاها
لنا رغبات في المــــحبة بعـــناها ... واحاســـيس كـــانت فينا تـــنازلنا فشـتـتناها
اذا كانت الأمانة بالنفس أهملناها ... والصدق برخيس الكـذب والخـــــيانة أبدلناها
فكيف نحضي حروفا لنا ونرعـاها ... كأنه الذئب يعطف على الأغـــنام كي يرعاها