الابتلاءوأنواعه
الإنسان بين التأديب والامتحان والتكريم أيها الأخوةالكرام، الدنيا التي نحن فيها لها حقيقة ولها صورة، حقيقتهاأنها دار ابتلاء لا دار استواء، ومنزل ترح لا منزل فرح، فمن عرفها لم يفرحلرخاء ـ لأنه مؤقت ـ ولم يحزن لشقاء، قد جعلها الله دار بلوى، وجعل الآخرة دارعقبى، فجعل بلاء الدنيا لعطاء الآخرة سبباً، وجعل عطاء الآخرة من بلوى الدنياعوضاً، فيأخذ ليعطي، ويبتلي ليجزي.
حينما ندرك يقيناً أن هذه الدنيا دار التواء لا دار استواء،دار امتحان، دار ابتلاء، الإمام الشافعي ـ رحمه الله تعالى ـ حينما سُئل:"ندعو الله بالابتلاء أم بالتمكين؟ فقال: لنتمكن قبل أن تُبتلى".
المؤمن يمر بأطوار ثلاث، إذا كان هناك تقصير، تقصير فيماينبغي أن يفعله، تأتي بعض المصائب من أجل أن تدفعه إلى الله، وإن كان هناك استقامةتأتي بعض المصائب لتمتحنه، وبعدئذ تستقر حياته على الإكرام،
فأنت بين التأديب وبين الامتحان وبين التكريم، هذه المراحلقد تتداخل وقد تتمايز، بين التأديب مرحلة، وبين الابتلاء الثانية، وبين التكريمالثالثة، هذه المراحل الثلاثة قد تتمايز وقد تتداخل، ولكن على كل مؤمن أن يوطن نفسه أنه لابدّ من أن يمتحن، لابدّ من أن يبتلى، وبطولته أن ينجح في الابتلاء،الرضا بمكروه القضاء أرفع درجات اليقين، إذا أحبّ الله عبده ابتلاه، فإن صبراجتباه، وإن شكر اقتناه.
الدنيا محدودة بزمن معين أما الآخرة فليس لهازمن معين
أيها الأخوة الكرام، هذا الذي لا يبتلى لعله شرد عن اللهشرود البعير، والدليل القرآني:
﴿فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍحَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ ﴾ [ سورة الأنعام: 44]
لذلك الابتلاء في الدنيا، فالدنيا دار الابتلاء، والزمن: العمر الذي تعيشه فيالدنيا، والمكان: مكان إقامتك، هناك حقيقةوهناك مكان وهناك زمان، الحقيقة أننا جميعاً في دار ابتلاء، لكن لو قلنا: العمرالذي يعيشه الإنسان في الأرض مهما طال، سمعت عن شيخ الأزهر مخلوف عاش مئة وثلاثين عاماً، العمر مهما طال أمام الأبد صفر، أي ضع واحداً في الأرض وأصفاراً للشمس، وكل ميليمتر صفر، أي: مئة وستة وخمسون مليون كم كلها أصفار، وكل ميليمتر صفر، هذاالرقم إذا نسب إلى اللانهاية فهو صفر، أي رقم ولو كان فلكياً، ولو كان غير متخيل،إذا نسب إلى اللانهاية فهو صفر، فالدنيا محدودة بزمن معين، أما الآخرة فليس لهازمن معين:
﴿خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً ﴾ [سورة الطلاق: 11]
توزيع الحظوظ في الدنيا توزيع ابتلاء
أيها الأخوة، أولاً نمتحنبالثروات، بالمنتجات، بزينة الحياة الدنيا، بالعمران، كل شيء آتاك الله إياه أنتممتحن به، مادة الامتحان مادتان، مادة ما أعطاك الله، ومادة ما زوي عنك، لن تنجبأولاً ذكوراً ابتلاء، لم تنجب أولاداً أصلاً ابتلاء، أنجبت أولاداً ذكوراً وإناثاً ابتلاء، كنت غنياً ابتلاء، كنت فقيراً ابتلاء، كنت في مكانة رفيعة ابتلاء، كنت في مكانة في الظل ابتلاء، كل شيء أعطاك الله إياه وكل شيء زوي عنك هو مادة الامتحان،من أروع الأدعية التي نقلت عن النبي عليه الصلاة والسلام:
((اللهم ما رزقتني مما أحب فاجعله قوة لي فيما تحب، وما زويت عني مما أحب فاجعله فراغاً لي فيما تحب))
الترمذي عن عبد الله بن يزيد الخطميّ الأنصاري
رابح في الحالتين، الذي آتاك الله إياه ينبغي أن توظفه للآخرة، والدليل:
﴿وَابْتَغِ فِيمَا آَتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآَخِرَةَ ﴾
سورة القصص: 77
آتاك علماً، آتاك طلاقة لسان، آتاك مالاً، آتاك صحة، آتاكجاهاً، آتاك مكانة:
﴿وَابْتَغِ فِيمَا آَتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآَخِرَةَ ﴾
سورة القصص: 77
الآن سلب عنك الذرية ابتلاء، لم تكن غنياً دخلك محدودابتلاء، لم تكن في مكانة علية ابتلاء، العبرة بالنجاح، العبرة في الدار الآخرة،العبرة من يضحك آخراً، ليست البطولة أن تضحك أولاً لكن البطولة أن تضحك آخراً.
امتحان الإنسان بزينة الحياة الدنيا
أيها الأخوة، في القرآن الكريم آية هي:
﴿إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الْأَرْضِ زِينَةً لَهَا ﴾ سورة الكهف: 7
الدنيا خضرة نضرة، فيها نساء، فيها بيوت، فيها أموال، فيهامركبات، فيها سفر، فيها رفاه، فيها طعام نفيس، ولائم، مكانة، مناصب، نساء جميلات،الدنيا دار ابتلاء:
﴿إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الْأَرْضِ زِينَةً لَهَا لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا ﴾ سورة الكهف: 7
جعلك الله غنياً والغنى يتوافق مع الإيمان، لكن هل يعقل أنيقول من كان حولك من الفقراء: يا رب قد أغنيته بيننا فقصر في حقنا، جعلك قوياًبجرة قلم تحق حقاً وتبطل باطلاً، هل استخدمت هذه القوة لإحقاق الحق وإبطال الباطل؟جعلك طليق اللسان هل استخدمت طلاقة اللسان لترويج الحق أم لترويج الباطل؟ جعلك ذامكانة علية هل استخدمت هذه المكانة لنصرة المظلوم أم للتملق للظالم؟ نحن في دارابتلاء، والله قد لا تمر ساعة على أي منا إلا ويمتحن، نحن في دار ابتلاء، دارامتحان.
أيها الأخوة، نمتحن بالثروات،بالمنتجات، بزينة الحياة الدنيا، ونمتحن بالأنفس، من حيث الصحة والسقم، والقوةوالضعف، والسعادة والشقاء، قد تكون صحيحاً أنت مبتلى بهذه الصحة، هل أعانتك علىطاعة الله أم لا سمح الله ولا قدر استخدمتها في المعاصي والآثام؟ امتحنك الله بالقوة هل كانت قوتك للحق أم للباطل؟ امتحنك بالضعف هل يئست وتطامنت أم وثقت بنصرالله عز وجل؟ امتحنك بأسباب السعادة هل شكرت الله عليها؟ كان النبي عليه الصلاةوالسلام يقول: "الحمد لله الذي ردّ إليّ روحيوعافاني في بدني وأذن لي بذكره".
أيها الأخوة، إذاً تمتحن في زينة الحياة الدنيا، وتمتحن في نفسك، وتمتحن في المال الذي آتاك الله إياه، فقد تكون فقيراً أو غنياً، لذلك قال تعالى:
﴿لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ وَلَتَسْمَعُنَّ مِنْ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَمِنْ الَّذِينَ أَشْرَكُوا أَذًى كَثِيرًاوَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ ﴾ سورة آل عمران: 186
الحكمة من وجود أهل الحق مع أهل الباطل
شاءت حكمة الله أن نعيش مع الطرف الآخر، بل كان من الممكن ـوالله في ذاته العلية واجب الوجود، لكن ما سواه ممكن الوجود ـ أن يجعل كفار أهلالأرض من آدم إلى يوم القيامة على كوكب آخر، الأرض للمؤمنين والمريخ للكفار، لايوجد حروب، ولا فتن، ولا بدر ولا أحد ولا الخندق، لا يوجد شيء أبداً، لكن شاءتحكمة الله أن نعيش معاً، قال بعضهم: لأن الحق لا يقوى إلا بالتحدي، ولأن أهل الحقلا يستحقون جنة الله إلا بالبذل، والتضحية، والصبر على المكاره، لذلك قال تعالى،دقق قرآن كلام خالق الأكوان:
﴿وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ ﴾ سورة البقرة: 155
الخوف ابتلاء:
﴿وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ ﴾ [سورة البقرة: 155
قد يموت الصغير:
﴿وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ*الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌقَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ* أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ ﴾ [سورة البقرة: 155-157]
أنواع الابتلاءات
1- الابتلاءالتكليفي:
أخواننا الكرام، يلحق بامتحان الأموال الجاه والسلطان،والممتلكات العقارية، وما إلى ذلك، يلحق بامتحان الأنفس الأبناء، والأقارب، والأحباب،من صحة، ومرض، وحياة، ونجاح، وفشل، قد يفقد الإنسان أعز أحبابه، ماذا يفعل؟ يصبر،يمتحن
.
مرة ثانية: قد تتعرض في الساعة الواحدة إلى عدة ابتلاءات،أنت في دار ابتلاء، أنت في دار امتحان، الآن من أنواع الابتلاءات، الابتلاءالتكليفي، كلفك الله أن تعبده، أنت ممتحن بهذا التكليف هل أنت عابد له أم أنتمقصر؟ هل تتقن الصلوات أم لا تتقنها؟ هل تؤدي العبادات فإذا أديتها استرحت منها أماسترحت بها؟ والفرق كبير جداً، لذلك قال تعالى:
﴿إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً ﴾ [ سورة الأحزاب: 72 ]
الابتلاء الأول ابتلاء تكليفي ، كلفك أن تعبده.
موقف الإنسان من البلاء التكليفي
ما موقفك من هذا الابتلاء؟ كلفك أن تعبده، بل جعل الله علة وجودكفي الأرض أن تعبده، قال تعالى:
﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ﴾ [ سورةالذاريات الآية : 56]
﴿وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَعَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا ﴾ [ سورةهود: 7]
آية ثانية :
﴿الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً﴾[ سورة الملك: 2 ]
قال القرطبي: أحسن عمل أي أيكم أورع عن محارم الله؟ وأيكمأسرع إلى طاعة الله؟ أو ليبلوكم أي يعاملكم معاملة المختبر، أي ليبلو العبد بموت من يحبه ليبين صبره، وبالحياة ليبين شكره، خلق الله الموت للبعث والجزاء، وخلقالحياة للابتلاء، مفهوم الابتلاء يجب أن يكون واضحاً جداً في نفس كل مؤمن.
2 ـ الابتلاء الشخصي :
أحياناً هناك بلاء خاص الناس في بحبوحة الوضع جيد، أما هوفمبتلى ابتلاء خاصاً هذا الابتلاء الشخصي:
﴿إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا﴾ [ سورة الإنسان : 2]
هناك بلاء عام؛ كالغلاء العام، القهر العام، الاحتلال،المصيبة العامة، وهناك بلاء خاص:
﴿إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا﴾ [ سورة الإنسان : 2]
لا تنسوا قول الأمام الشافعي: "لن تمكن قبل أن تُبتلى".
آية ثانية:
﴿وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ ﴾ [سورة البقرة: 155]
هذه الآية ذكرتها قبل قليل، وآية ثالثة:
﴿وَلِيَبْتَلِيَ اللَّهُ مَا فِي صُدُورِكُمْ وَلِيُمَحِّصَ مَا فِي قُلُوبِكُمْوَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ﴾ [سورة آل عمران: : 154]
هذا الابتلاء الفردي، هذا مبتلى بالغنى، هذا بالفقر، هذابالأولاد، هذا بحرمانه من الأولاد، هذا بأولاد كلهم ذكور، هذا بأولاد كلهم إناث،هذا بأولاد بعضهم ذكور وبعضهم إناث، هذا ابتلي بالأولاد مع الفقر، هذا بالأولاد معالغنى، هذا غني بلا أولاد، وضعك الذي أنت فيه مادة امتحانك مع الله، والبطولة أنتنجح، لكن الرضا بمكروه القضاء أرفع درجات اليقين، لمجرد أن تقول: يا رب لك الحمدأنا راض فقد نجحت بالامتحان، الله عز وجل يقول:
﴿وَهُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلَائِفَ الْأَرْضِ وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ ﴾
سورة الأنعام: 165
3 ـ الابتلاء الجماعي
الآن ابتلاء جماعي، أنت موظف بدائرة وهناك شخص أعلى منك هومدير دائرة، وهناك مدير عام، ووزير، وقد تجد نفسك أصلح من هؤلاء لكنك مبتلى بهذاالموقع المتوسط، وقد تبتلى بموقع أقل:
﴿وَهُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلَائِفَ الْأَرْضِ وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍدَرَجَاتٍ لِيَبْلُوَكُمْ ﴾ سورة الأنعام: 165
هذه لام التعليل، جعلك ممرضاً وهناك طبيب، جعلك مجنداًوهناك لواء، جعلك بائعاً متجولاً وهناك رئيس غرفة تجارة، جعلك بأعمال بسيطة جداًومن حولك بأعمال عالية جداً.
على الإنسان أن يأخذ بالأسباب و كأنها كل شيء ثم يتوكل على اللهو كأنها ليست بشيء :
لكن أتمنى من أعماق قلبي ألا تفهموا أن ترضى بوضع لا يليقبك، متى ترضى؟ حينما تبذل قصارى جهدك ولا تستطيع أن تغير وضعك الآن ارضَ، أما يقوللك : أنا لم أنجح ابتلاني الله بالرسوب، هذا كذب، لأنك لم تدرس لم تنجح، هذا الذييقصر، ويعزو تقصيره إلى القضاء والقدر هذا يسخر من الدين، التوحيد لا يبرر الخطأ،أنا أقول: هذا جزاء التقصير، وضعت دواء ساماً بمكان في أيدي الأطفال، اللهابتلاني، لا هذا تقصير، هذا الدواء السام يوضع في مكان بعيد عن أيدي الأطفال، هناكأشياء كثيرة أيها الأخوة يبتلى بها الإنسان يكون قد أخذ بالأسباب أما إن لم يأخذبالأسباب، عفواً مأخذ كهربائي مكشوف في الحمام وهناك ماء، والتيار مئتان وعشرون،التيار مع الماء قاتل، دخل الابن وضع يده على المأخذ المكشوف والأرض فيها ماء يموتفوراً، أخي سبحان الله مات بأجله، هذا كلام فيه خطأ كبير، مثلاً: طبيب إسعاف جاءهمريض وهو يجري حواراً مع ممرضة لا يليق به أن يترك هذا الحوار فطلب من المريض أنينتظر فمات، أنا أرى أن يحاسب كقاتل إذا كان بالإمكان إسعافه، هذا جزاء التقصير،أما حينما تأخذ بالأسباب وكأنها كل شيء ويأتي الأمر على خلاف ما تريد هذا اسمه قضاء وقدر، حينما تأخذ بالأسباب وكأنها كل شيء ثم تتوكل على الله وكأنها ليست بشيءويأتي الأمر على خلاف ما تريد هذا قضاء وقدر، وإلا جزاء التقصير:
((ولكن عليكَ بالكَيْس، فإِذا غَلَبَك أَمر ، فقل حَسبيَ الله ونعم الوكيل))
أخرجه أبو داود عن عوف بن مالك
لا تستطيع أن تقول حسبي الله ونعم الوكيل إلا إذا أخذتبالأسباب، وغلبك أمر الله عز وجل هذه حالة وحيدة، أما كل تقصير هكذا يريد الله، مادرست، البضاعة عندما اشتريتها لم تدرس السوق، فلم تربح، الله لم يكتب لي أن أربح،هذا غلط، يجب أن تأخذ بالأسباب وكأنها كل شيء ثم تتوكل على الله وكأنها ليست بشيء،أقسم لكم بالله ما من حقيقة بكلمات يحتاجها المسلمون اليوم كهذه الحقيقة، مقصرون،لا يأخذون بالأسباب، ينتظرون معجزة من الله، لا تأتي هذه المعجزة ما لم نأخذبالأسباب لا نتوقع من الله شيئاً، يجب أن تأخذ بالأسباب وكأنها كل شيء ثم تتوكلعلى الله وكأنها ليست بشيء.
نفي الإيمان عمن يبغي على خليطه بنص الآيات التالية:
أيها الأخوة الكرام، سيدنا داود عليه السلام له قصة تؤكدحقيقة هذا الموضوع، قال تعالى:
﴿إِنَّ هَذَا أَخِي لَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً وَلِيَ نَعْجَةٌ وَاحِدَةٌفَقَالَ أَكْفِلْنِيهَا وَعَزَّنِي فِي الْخِطَابِ(23)قَالَ لَقَدْ ظَلَمَكَبِسُؤَالِ نَعْجَتِكَ إِلَى نِعَاجِهِ وَإِنَّ كَثِيرًا مِنْ الْخُلَطَاءِلَيَبْغِي بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُواالصَّالِحَاتِ ﴾ [سورة ص: 23-24]
أيها الأخوة الكرام، رجاءً دققوا في هذه الآية:
﴿وَإِنَّ كَثِيرًا مِنْ الْخُلَطَاءِ ﴾ [سورة ص: 24
من هم الشركاء؟ الزوجان، الصديقان، الشريكان، أي علاقة بيناثنين، شركاء:
﴿وَإِنَّ كَثِيرًا مِنْ الْخُلَطَاءِ لَيَبْغِي بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا﴾[سورة ص: 24
استنبط الإمام الشافعي أن الذي يبغي على خليطه ليس مؤمناًبنص الآية:
﴿وَإِنَّ كَثِيرًا مِنْ الْخُلَطَاءِ لَيَبْغِي بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا﴾[سورة ص: 24]
إذاً الذي يبغي على شريكه، أو على خليطه، أو على زوجته، هنانفي عنه إن أردنا أن نخفف كمال الإيمان، أو نفي عنه الإيمان أصلاً:
﴿إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَقَلِيلٌ مَا هُمْ وَظَنَّ دَاوُودُ أَنَّمَا فَتَنَّاهُ فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ رَاكِعًاوَأَنَابَ(24)فَغَفَرْنَا لَهُ ذَلِكَ وَإِنَّ لَهُ عِنْدَنَا لَزُلْفَى وَحُسْنَ مَآبٍ﴾
سورة ص: 24-25
امتحان الإنسان من الله عز وجل بكل شيء
الله عز وجل ولاك مدير دائرة، مدير مستشفى، مدير جامعة،مدير مؤسسة، هذا امتحان، هل تعدل أم تظلم؟ هل تقرب أقربائك أم تقرب الأكفاء فقط؟امتحان، معلم ابتدائي و لك ابن، هل تضعه عريفاً إن لم يكن كفئاً؟ هل هناك أبسط منذلك؟ الإنسان حينما يمتحن بمنصب، بعمل، بتجارة، بصناعة، بمؤسسة، ممتحن من الله عزوجل، قال تعالى:
﴿وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِمِنْ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنزَلَاللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنْ الْحَقِّ لِكُلٍّجَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِنْ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ فَاسْتَبِقُواالْخَيْرَاتِ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ﴾ [سورة المائدة: 48
آية أخرى:
﴿وَهُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلَائِفَ الْأَرْضِ وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍدَرَجَاتٍ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ إِنَّ رَبَّكَ سَرِيعُ الْعِقَابِ﴾ لأنعام: 165
الله عز وجل قادر أن يضع الإنسان في موقف صعب يكشف حقيقته :
أيها الأخوة الكرام:
[color=red]﴿وَمِنْ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُاللَّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ ﴾ [سورةالأنعام: 165]
بالظاهر مؤمن:
﴿وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا إِلَىشَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ(14)اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ﴾
الإثنين ديسمبر 04, 2017 11:21 am من طرف حيدارليلاه
» كلــمـــة الأخــــوة
الثلاثاء يناير 13, 2015 6:50 pm من طرف kadi1988
» من أحسن ما قرأ لساني و أستوعبه قلبي
الخميس فبراير 27, 2014 12:00 pm من طرف kadi1988
» برنامج Firefox 3.5.6 الأسرع والافضل واكثر امان
الإثنين أكتوبر 14, 2013 8:16 pm من طرف daho
» كتاب Principes d'anatomie et de physiologie
الأربعاء سبتمبر 25, 2013 7:36 pm من طرف kadi1988
» حقوق الانسان
السبت يونيو 01, 2013 5:53 pm من طرف kadi1988
» حتى لا تتشتت الأسرة
السبت يونيو 01, 2013 5:51 pm من طرف kadi1988
» الكابتشينو
السبت يونيو 01, 2013 5:50 pm من طرف kadi1988
» حياتنا فى عيون حكيم
الجمعة مايو 03, 2013 8:39 pm من طرف kadi1988
» كتاب المناهي اللفظية
الجمعة مايو 03, 2013 8:37 pm من طرف kadi1988
» هل تعلم ان صورة نجمــة اسرائيل بجهازك .......
الجمعة مايو 03, 2013 8:36 pm من طرف kadi1988
» دق الباب بيدك ..
الجمعة مايو 03, 2013 8:33 pm من طرف kadi1988